هل طريقة علاج البيت المصاب توقيفية..؟؟

 
هل طريقة علاج البيت المصاب توقيفية..؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا يستطيع أحد البتة أن يقول أن الرقية والعلاجات من المسائل التوقيفية التي لا يجوز الاجتهاد فيها البتة,اذ لا دليل على التوقيف أبدا ,ولا دليل على منع ما جرب ونفع -طبعا اذا خلا من الأمور المخالفة للشرع- لادليل على المنع البتة,بل الذي يمنع هذا هو مطالب بالدليل لأن الأصل فيها الاباحة.
ويندرج في هذا الاطار, مسألة علاج البيت من السحر والشياطين وغيرها من الأمور. اذ قال بغض الناس :لا يجوز علاج البيت بغير ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
واستدلوا بالحديث الذي ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر- ( قال صاحب لسان العرب : يقال نفر ينفر نفورا ونفارا إذا فر وذهب – لسان العرب – 5 / 224 ) من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين ( 212 ) - برقم 780 )
و كما ثبت من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما ، وسنام ( قال صاحب لسان العرب : سنام كل شيء اعلاه ) القرآن سورة " البقرة " وإن الشيطان إذا سمع سورة " البقرة " تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة " البقرة " ) ( أخرجه الحاكم في المستدرك - 1 / 561 ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر السلسلة الصحيحة 588 )
أقول:ما رأيكم لو زدنا على سورة البقرة رفع الأذان فهو من أشد ما يطرد الشياطين , ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر.؟؟
أن قلتم لا يجوز, قلنا لكم استخرجوا لنا قرينة من الحديثين السابقين تمنع الزيادة على سورة البقرة في حالات تسلط الشياطين على بيت معين أو اصابته بسحر أو غير ذلك وليس على سبيل الديمومة وبدون اعتبار ذلك من الدين أو العبادات؟؟
ثم ما تقولون في فعل هذا الصحابي الجليل:في الكلم الطيب لابن تيمية
( عن زيد بن أسلم أنه ولى (معادن) فذكروا كثرة الجن بها ، فأمرهم أن يؤذنوا كل وقت ويكثروا من ذلك ، فلم يكونوا يرون بعد ذلك شيئا )
هذا الأثر ذكره الذهبي في السير(5/317) مسندا من طريق اللالكائي في كرامات الأولياء 127
سياق ما روي في كرامات زيد بن أسلم رحمه الله
أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم قال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال حدثني جدي يعقوب بن شيبة قال قرأت على الحارث بن مسكين أخبركم عبد الرحمن بن القاسم وابن وهب قالا قال مالك
استعمل زيد بن أسلم على معدن بني سليم كان معدنا لا يزال يصاب فيه الناس من قبل الجن فلما وليهم تركوا ذلك إليه فأمرهم بالأذان أن يؤذنوا ويرفعوا أصواتهم ففعلوا فارتفع عنهم ذلك حتى اليوم
قال مالك أعجبني ذلك من مشورة زيد بن أسلم
وكذلك أخرجه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف
470 وحدثنا علي بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا جويرية بن إسماء قال كان أهل معد من بني سليم يلقون خبطا وقرعا من الجن حتى ولي عليهم زيد بن أسلم فأمرهم أن يؤذنوا صلاة المغرب في كل بيت فذهب عنهم
وفي الطبقات لابن سعد (الجزء المتمم )ج:1 ص:315
أخبرنا مطرف بن عبدا لله اليساري قال حدثنا مالك بن أنس أن زيد بن أسلم كان على معدن بني سليم وكان معدنا لا يزال يصاب فيه الناس من قبل الجن فلما وليهم زيد شكوا ذلك إليه فأمرهم بالأذان أن يؤذنوا ويرفعوا أصواتهم ففعلوا فارتفع ذلك عنهم فهم عليه إلى اليوم
قال العيني في العلم الهيب في شرح الكلم الطيب ص 356
الثالثة: أنه يجوز الأذان في غير وقته لدفع الشيطان ، وأما للصلاة فلا يجوز إلا لوقتها .
فهل الصحابي الجليل زيد بن أسلم خالف السنة حين أمر الناس برفع الاذان في كل بيت كما في بعض طرق هذا الحديث الذي أخرجه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف
470 وحدثنا علي بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا جويرية بن إسماء قال كان أهل معد من بني سليم يلقون خبطا وقرعا من الجن حتى ولي عليهم زيد بن أسلم فأمرهم أن يؤذنوا صلاة المغرب في كل بيت فذهب عنهم ؟؟
ان قلتم نعم خالف السة فالله المستعان على عقولكم ومنهجكم, وان قلتم لم يخالف السنة فستنقضون أصلكم بهذا, خاصة وأن الأذان لم يشرع الا للاعلام بدخول وقت الصلاة .
ثم ما تقولون في ما قاله ابن القيم في الوابل الصيب (ص117) وهذا نصه :
وقال ابو النضر هاشم بن القاسم : كنت ارى في داري .... فقيل : ياابا النضر تحول عن جوارنا . قال : فاشتد عليَّ ، فكتبت الى الكوفة الى ابن ادريس والمحاربي وابي اسامة ، فكتب اليَّ المحاربي : ان بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها ، فنزل بهم ركب ، فشكوا ذلك اليهم ، فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر . قال ابو النضر : فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ، ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : احرقتنا نحن نتحول عنك .
وهو : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الابالسة ، ومن شر شياطين الانس والجن ، ومن شر معلن او مسر ، ومن شر مايخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم .
أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وابراهيم الذي وفى ، من شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ . رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ . لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ . دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ . إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " . (الصافات : 1-10 )
وهذا الدعاء المذكور في قصة أبي النضر ذكره سماحة الشيخ عبد الله الجبرين - حفظه الله- قرأ الشيخ بعضا من هذا الدعاء بحضرة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ولما وصل إلى قول : " أحرقتنا يا أبا النضر أحرقتنا نحن نتحول عنك " .. ؛ قال الشيخ ابن باز : " طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل الشيخ ابن جبرين بعضا منه.
ثم بعد ذلك قال العلامة ابن باز: في الوابل الصيب ؟ .
فقال الشيخ ابن جبرين : في الوابل الصيب .
ثم قال الشيخ ابن باز: يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع .
ثم قال الشيخ ابن جبرين: جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات .
ويقصد بمجنونة أنها مصابة بمس الجن.
ثم قال الشيخ ابن باز: الحمد لله،الحمد لله، كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع .أ.هـ .
المصدر : شريط : " لقاء مع أخوة في الله " للشيخ ابن باز ، رقم 4
فهل هؤلاء كلهم خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه ويلم ,وحاشاهم, أم اعتمدوا أمورا جربت فنفعت .أم أنكم أحرص منهم على السنة؟؟
وكما هو معلوم فالأسباب على قسمين :
(1) سبب شرعي : وهو ما جعله الله سببا في الشرع بنص آية أو حديث مثل الدعاء والرقى بالقرآن . وهذا النوع مع أنه شرعي إلا أنه لا يجوز الاعتماد عليه من دون الله .
(2) سبب طبيعي : وهو ما كان تأثيره في المسبب واضحا يدركه الناس في واقعهم الحسي .
مثل : الأكل سبب للشبع
ومثل : الدواء المشروب يعالج المرضى .
ويشترط في في السبب الطبيعي أن يكون النفع مباشرا
مثل : الكي بالنار .
وعليه فلا يُقبل قول لابس الحلقة إذا قال إني انتفعت بها .
كيف يعلم أن الشيء سبب ؟
إما عن طريق الشرع ، وإما عن طريق القدر .
مثل : أن يجرب علاجا معينا فيجده نافعا .
ضوابط اعتبار الأسباب في الشرع :
الواجب تجاه الأسباب أمور ثلاثة :
(1) أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا .
(2) أن لا يعتمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها .
(3) أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره .
ثم معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي كما روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها. عالج نفسه بالدعاء والمعوذتين ولم يزد على ذلك شيئا,فهل نقول أن علاج السحر بالعسل والزيت زغير ذلك خلاف السنة؟؟
ثم لما لدغته صلى الله عليه وسلم العقرب وقد روى الحديث عبدالله بن مسعود، قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (( لعن الله العقرب، ما تدع نبياً ولا غيره ))، قال: ثم دعا بإناء فيه ملح وماء، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء الملح، ويقرأ : (( قل هو الله أحد )) والمعوذتين حتى سكنت
(صحيح ابن أبي شيبة، وصححه الألباني في صحيح الجامع)
فهل اذا استعمل أحدنا دواءا طبيا ضد السموم نعتبر مخالفين للسنة, لأننا لم نفعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو فعلناه وزدنا عليه بعض الأمور النافعة؟؟
نسأل الله أن بردنا ويردكم الى الحق ,والله تعالى أعلى وأعلم